الى الامان….. ” العالم ضد الارهاب”
بقلم اللواء الدكتور محسن الفحام
تشير كافة الدلائل والمعطيات ان عام 2021 لن يكون عاماً هادئاً على تنظيم جماعة الاخوان الارهابية فى دول القارة الاوروبية بل وفى العديد من دول العالم الاخرى… فها هى الساحة الأوروبية تشهد حالياً تحولات جذرية فى علاقاتها وتعاملاتها مع الجماعات الارهابية وعلى رأسها جماعة الاخوان وكذلك العناصر المتطرفة التى تتخذ من تلك الدول ملاذاً امناً لها تمارس من خلاله أنشطتها المعادية لدولهم الاصلية.
يأتى هذا التحول بعد تراكم الادلة على تورط تلك الجماعات فى نشر الافكار المتطرفة داخل المجتمعات الاوروبية حيث شهدت العديد من دولها عمليات ارهابية قام بها عناصر تنتمى لتلك الجماعات فى فرنسا والمانيا واخيراً النمسا… وقد فوجئ تنظيم الجماعة بمواجهة عنيفة للسلطات النمساوية على تلك الجرائم التى ارتكبت على اراضيها حيث قامت بمداهمة العشرات من المؤسسات التى تسيطر عليها جماعة الاخوان الارهابية وقامت باعتقال 70 من عناصر تلك الجماعة ومصادره مبالغ مالية مودعة فى حسابهم وصلت الى 25 مليون يورو…. كما طالبت برلمانات عدة دول اوروبية بمحاصرة تلك الجماعات وعناصرها وحظر نشاطها وإتخاذ اجراءات صارمة تجاهها وهو ما حدث بالفعل فى كل من المانيا والنمسا وفرنسا ومن المتوقع ان تنتهج برلمانات دول اخرى نفس هذا الاتجاه خلال الفترة القادمة حيث تم مؤخراً عقد لقاء موسع مع وزراء داخلية دول الاتحاد الاوروبى بناء على ما توصل اليه مؤتمر قمة مصغر ضم قادة المانيا وفرنسا والنمسا ورئيسة المفوضية الاوروبية ورئيس المجلس الاوروبى حيث بحثوا معاً إطلاق مبادرة للتصدى للتطرف تشارك فيها جميع دول القارة.
لقد اثبتت تحريات الاجهزة الامنية فى الدول التى شهدت تلك العمليات الارهابية الاخيرة تورط دول مثل تركيا وقطر فى دعم الجماعات والعناصر وايضاً الجمعيات والمساجد الموجودة فى هذه الدول لتغذية التطرف والارهاب فى العالم….حيث تبين على سبيل المثال ان هيئة الشئون الاسلامية التركية تمتلك 64 مقراً ومسجداً فى النمسا فضلاً عن مائة الف شخص ينضوون تحت لوائها هناك.
كانت مصر ومازالت تحمل لواء مواجهة التطرف والارهاب نيابة عن دول العالم الى ان اصبحت العديد من هذه الدول ضحايا للارهاب….وهنا حدثت تلك الصحوة التى جاءت متأخرة عن موعدها عدة سنوات بعدما حذر الرئيس عبد الفتاح السيسى من مغبة التطرف والارهاب و إنتشاره بسرعة قد لا تجعل حكومات هذه الدول قادرة على ملاحقته….والان نرى قادة العالم يتواصلون مع قيادتنا السياسية للاسترشاد بالتجربة المصرية الرائدة فى مواجهة الارهاب….والحقيقة ان الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يألوا جهداً فى عرض استعداد الدولة المصرية للمساهمة فى تلك الحرب المصيرية بما لديها من وقائع موثقة وأدلة دامغة على تورط جماعة الاخوان الارهابية وروابطها السياسية فى دول العالم المختلفة والاشخاص الذين تعتمد عليهم سواء فى مصر أو فى الدول التى تأويهم .
ومن المتوقع ان تقابل هذه الاجراءات عمليات ارهابية ونشاط من خلايا الذئاب المنفردة رداً على الموقف الاوروبى المتأخر من وجهه نظرى تجاه تيارات الاسلام الراديكالى بسبب احتضانها وإعطائها مساحة من الحركة والحقوق تتساوى فيها مع المواطن الاوروبى الاصل والتى اصبحت تشكل عبئاً امنياً ومجتمعياً عليها…. وسوف يحاول التنظيم ان يوجه انظار الشعوب العربية والاسلامية أن هناك حملة اوروبية صليبية على الاسلام وليس على التنظيم الارهابى باعتبار ان الجماعة من وجهة نظر التنظيم هى الاسلام واعتقد ان بيان هيئة كبار العلماء بالسعودية وهى اكبر مؤسسة دينية فى المملكة والتى اعلنت فيه ان جماعة الاخوان جماعة ارهابية تمثل ضربة قوية وموجعة للتنظيم لانها تمس شرعية الجماعة امام العالم من الناحية الاسلامية وان الاسلام منها برئ فالسعودية بهذا البيان تبرأ نفسها والاسلام من ارهاب جماعة الاخوان امام العالم.
لقد اوضح الرئيس مراراً وتكراراً ان الامر يحتم تكاتف الجميع للتصدى لتلك الآفة الآخذه فى الانتشار من خلال مقاربة شاملة تتضمن عزل الفكر الايدلوجى المتطرف الى جانب اعلاء قيم المواطنة والوسطية والحوار.
هكذا كانت مصر وسوف تبقى دائماً بإذن الله فى مقدمة الدول التى تسعى لتحقيق الامن والامان على ارضها وايضاً على سائر ربوع دول العالم التى تسعى للقضاء على التطرف والارهاب.
وتحيا مصر…..