مقالات رأي

السودانيون في مصر بخير

بقلم : محمد الفاتح

نائب رئيس إتحاد الصحفيين السودانيين

كان من الطبيعي ان يتجه الشعب السوداني لمصر المؤمنة في اوقات الشدة والمحنة والابتلاء وهي الملاذ الآمن والوجهة الصحيحة حيث التاريخ والجغرافيا والمصير
ولأول مرة في تاريخ السودان القديم والحديث ان يلجا السودانيون لاخوانهم المصريين بهذا العدد وللمعلومية اعداد كبيرة من السودانيين جاءت الي مصر عقب حالة عدم الاستقرار في الفترة الماضية وصراع الاحزاب السياسية علي كراسي السلطة مما ادي الي حالة السيولة الامنية
حينما جار علي السودانين الزمان وادلهمت عليهم الخطوب وفرضت عليهم حربا كارثية قضت علي الاخضر واليابس هاجروا شمال الوادي ووجدوا ترحابا حارا وحضنا دافئ
ولم يحدث في تاريخ البشرية ماضيها وحاضرها ان استهدفت الحروب الشعوب بهذه الطريقة المتوحشة و لو نظرنا الي الحروب والاضطرابات التي دارت من حولنا في محيطنا الاقليمي او التي في اقاصي الدنيا لم يحدث مطلقا ان قامت مليشيا او حركة مسلحة باستهداف المواطنيين وان يكون هدفها القتل والسلب والنهب والتهجير والتطهير العرقي وتدمير البنية التحتية حتي في رواندا والتي شهدت حرب اهلية شهيرةكانت طبيعة الحرب قبلية بين التوتسي والهوتو اما بقية القبائل في رواندا لم تتاثر بالحرب ولم يصبها مكروه
مليشيا الدعم السريع لم تستهدف القوات المسلحة السودانية فحسب ولكنها استهدفت المواطن في ممتلكاته وعرضه فكان القتل والسلب ودفن الناس أحياء والاغتصاب ففي السودان علي سبيل المثال حدثت عدة انقلابات عسكرية لاستلام السلطة وحينما يفشل الانقلاب يستسلم الانقلابيون وتنطوي صفحة الحرب الا هذه الحرب الوجودية التي لم تشهدها بلادنا منذ الاستقلال وعلي الرغم من ذلك

ستنطوي صفحة الحرب قريبا وسينجلي الظلام وستشرق شمس السودان وسنودع الظلام وسنمسح دموع اليتامي والثكالي وتبدأ صفحة جديدة من تاريخ السودان عنوانها وداعا الفرقة والشتات السودان اولا واخيرا ولابد ان تودع القوي السياسية حالة البقضاء وتنظر الي الإمام والا فإن جيل مابعد الحرب يختلف عما قبله وستجد القوي السياسية خارج التاريخ
التحية لمصر التي عرفها السودانيين عن كثب شعبا وحكومة حتي ان الرئيس عبد الفتاح السيسي حينما سألته صحفية عن الاعداد الكبيرة الني جاءت الي مصر كانت اجابته قاطعة وواضحة واشفت صدور السودانيين قال الرئيس السيسى إن الوافدين الي مصر قد جار بهم الزمان واضاف بان مصر لن تفتح معسكرات لاجئين وإن الوافديين يعيشون مع اخوانهم المصريين دون تمييزومن حسن الطالع ان بعثت الحكومة المصرية سفيرا انسانيا لم يتكبل بقيود الدبلوماسية المنمطة و لم يرهن نفسه للبيروقراطية المستهلكة
بل قفذ فوق كل ذلك وانفتح علي المجتمع السوداني بكل فئاته والسفير هاني صلاح يشارك في كل المناسبات
واعجبتني كلمته في إفطار الصحفيين الذي نظمه مركز عنقرة للخدمات الصحفية والاعلامية فاندهشت للمعلومات التي يعلمها عن السودان حيث ذكر ان الخطوط الجوية السودانية بدات العمل عام 1946وفي نفس الوقت كان فريق المريخ السوداني يلعب في احدي الدول الافريقية فاعلن لهم انتصار الفريق وقدم هاني محاضرة رفيعة وقيمة عن العلاقات السودانية المصرية.