وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ..

الدكتور عادل اليماني يكتُب :
لما رُزقتُ بابنتي الوحيدةِ ، تيقنتُ أنَّ قدراً كبيراً وعظيماً من السعادةِ ، إنَّما يكونُ في إنجابِ البناتِ ، وأنَّ رحمةً تسكنُ القلوبَ ، وطُمانينةً تَقَرُ في النفوسِ ، بوجودِهن .
سميتُها ( چودي ) لتكونَ لأبيها ، الأمانَ والاستقرارَ ، تماماً كجبلِ نوحٍ ، عليه السلامُ : وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ..
ذاكَ الذي استقرتْ عندَه سفينةُ الإيمانِ ، بعدَ رحلةِ الصعابِ ، والأمواجِ كالجبالِ ، حيثُ السماءُ تُقلعُ ، والأرضُ تبلعُ ، والماءُ يغيضُ .
أجملُ ما قِيلَ في حُبِ الأبِ لابنتِه ، كلامُ رسولِنا العظيمِ ( ص ) في ابنتِه التقيةِ النقية ، الزهراءِ فاطمةَ ، رضي اللهُ عنها وأرضاها : قطعةٌ منيّ ، يريبُني ما يريبُها ، ويؤذيني مايؤذيها .
هُنَ الْمُؤْنِسَاتُ الْغَاليات . قالَ الصالحون : أخبروهم أنَّ الأنبياءَ آباءُ بناتٍ ! ولا يزالُ الرَّجلُ عقيماً ، حتى يُوهبَ البناتَ ، وإنْ كانَ لهُ مِئةٌ منَ الأبنَاءِ !
لو كانَ بينَ إخوةِ يوسفَ أخواتٌ بناتٌ ، لدافعنَ عنه ، ووضعنه في أعماقِ القلبِ ، لا في أعماق الجُبِّ !
ولقصصنَ أثرَه ، كما فعلتْ أختُ موسى ؛ لتُعيدَه لحضنِ أُمِه .
البنتُ قرةُ العينِ ، و نورُ الفؤادِ ،
الصديقةُ بلا شُبهةٍ ، والحبيبةُ بلا غيرةٍ ، أمُ أبيها ، وإنْ كانتْ طفلةً .