إتحاد شركات التامين : التحولات الجوهرية في صناعة التأمين العالمية تقود المستقبل

احمد دياب
أوضح اتحاد شركات التأمين المصرية في نشرته الصادرة اليوم الاثنين 31 أغسطس 2025، أن صناعة التأمين العالمية تشهد في المرحلة الراهنة تحولات جوهرية متسارعة تقودها التطورات التكنولوجية والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي يفرض على الشركات العاملة في القطاع إعادة ابتكار نماذج أعمالها وتطوير استراتيجياتها التشغيلية لضمان الاستمرارية في المنافسة وتحقيق النمو المستدام.
وأكد الاتحاد أن هذه التحولات باتت ضرورية في ظل تطلعات العملاء المتزايدة وتسارع وتيرة التحول الرقمي وتنامي التحديات العالمية، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستتطلب من شركات التأمين استراتيجيات أكثر مرونة قادرة على التكيف مع هذه المتغيرات وصياغة حلول مبتكرة تستجيب لاحتياجات العملاء الجديدة.
وأشار الاتحاد إلى أن النشرة ركزت على تحليل الاتجاهات الرئيسية التي يشهدها العالم، ومنها التغيرات الديموغرافية، وزيادة الوعي بالمخاطر المرتبطة بالمناخ، وتنامي التهديدات في مجال الأمن الإلكتروني والصحة، بجانب صعود المستهلك الرقمي الذي يضع الراحة وسرعة الخدمة في المقام الأول، وهو ما يفرض على شركات التأمين الابتكار عبر سلسلة القيمة بأكملها لمواكبة هذا التحول العالمي.
وأوضح الاتحاد أن الابتكارات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات المتقدمة، وإنترنت الأشياء، والتكنولوجيا التأمينية (InsurTech)، لعبت دورًا محوريًا في تعزيز قدرة الشركات على إدارة الأخطار بكفاءة أكبر والتعامل مع تحديات معقدة مثل تغير المناخ وارتفاع متطلبات العملاء، في حين تدعم تقنيات مثل “التيلمتكس” نماذج التأمين القائمة على الاستخدام وتوفر خدمات وقائية تقلل من حجم المخاطر، كما تساهم تقنية البلوكتشين في تعزيز مستويات الشفافية والأمان داخل المنظومة التأمينية.
وأضاف الاتحاد أن العملاء لم يعودوا يكتفون بالحماية المالية التقليدية، بل أصبحوا يبحثون عن حلول مخصصة وتجارب رقمية سلسة وشراكات استباقية في إدارة الأخطار الخاصة بهم، وهو ما يتطلب من شركات التأمين إعادة تقييم شاملة للنماذج التقليدية للأعمال وعروض المنتجات والأطر التشغيلية. وأشار كذلك إلى أن الصناعة التي اعتادت سابقًا على نموذج تفاعلي يركز على تعويض الخسائر بعد وقوع الحوادث، أصبحت مطالبة بالانتقال نحو نهج وقائي أكثر شمولًا، بما يعكس الوعي المتزايد لدى العملاء واعتيادهم على الخدمات الفورية في قطاعات أخرى.
وشدد الاتحاد على أن الاستثمار في تطوير الكوادر البشرية يمثل ركيزة أساسية لدعم هذه التحولات، من خلال تصميم برامج تدريب فعالة ومستدامة، وفتح قنوات التعاون مع مقدمي الخدمات التكنولوجية وشركات تكنولوجيا التأمين المتخصصة، بما يسهم في تسريع الوصول إلى الخبرات الحيوية، مؤكدًا أن الشركات التي تنجح في تحديث بنيتها التحتية ستتمتع بميزة تنافسية بارزة بفضل مرونتها وسرعة استجابتها وقدرتها على الابتكار المستمر.
وانطلاقًا من إدراكه لأهمية دمج التكنولوجيا الحديثة في قطاع التأمين، أوضح الاتحاد أنه اتخذ خلال الفترة الماضية عدة خطوات عملية لتطوير الصناعة في مصر وتعزيز اعتمادها على التقنيات الرقمية، شملت تأسيس لجنة فنية متخصصة في التحول الرقمي، وإبرام بروتوكولات تعاون مع شركات تكنولوجية بهدف رقمنة المنظومة التأمينية، فضلاً عن تخصيص جلسات داخل المؤتمرات والملتقيات لمناقشة أحدث التقنيات التي يمكن توظيفها في تطوير آليات العمل بالقطاع.
وكشف الاتحاد أن إحدى الجلسات الرئيسية في ملتقى شرم الشيخ السابع للتأمين وإعادة التأمين، المقرر انعقاده خلال الفترة من 8 إلى 10 نوفمبر 2025، ستُخصص لمناقشة كيفية مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في صناعة التأمين، باعتبارهما أبرز المحركات الاستراتيجية لمستقبل القطاع، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد بلا شك إعادة رسم شاملة للمشهد التأميني العالمي مدفوعة بقوة التكنولوجيا والابتكار.