سفير جورجيا الجديد بالقاهرة يؤكد: مصر شريك استراتيجي في الشرق الأوسط وأفريقيا
احمد دياب
نيكولوز أبخازافا يبدأ مهامه الرسمية متعهداً بدفع التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم
قدّم السفير نيكولوز أبخازافا، سفير جورجيا الجديد لدى جمهورية مصر العربية، صباح اليوم الأربعاء الموافق 10 سبتمبر 2025، نسخة من أوراق اعتماده إلى السفير هيثم صلاح، نائب وزير الخارجية المصري، وذلك بمقر وزارة الخارجية بالقاهرة، إيذانًا ببدء مهامه الرسمية في البلاد.
بداية مرحلة جديدة من التعاون
وكان السفير أبخازافا قد وصل إلى القاهرة في الثالث من سبتمبر الجاري ، حيث أكد أن مهمته الجديدة تمثل تحديًا ومسؤولية كبيرة، نظرًا لما تحظى به مصر من مكانة مركزية على المستويين الإقليمي والدولي. وشدد على أن أولوياته ستكون تنشيط الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون في الملفات الاقتصادية والثقافية، بما يعكس عمق الروابط المشتركة بين الشعبين.
خبرة دبلوماسية وأكاديمية رفيعة
يتمتع أبخازافا بخبرة دبلوماسية تمتد لعقود، فقد شغل منصب سفير جورجيا لدى جمهورية كوريا، كما عمل سفيرًا غير مقيم في كل من: ماليزيا، وبروناي دار السلام، وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، واتحاد ميانمار، وكمبوديا.
ويحمل درجة الدكتوراه في القانون (LL.D.) من جامعة يوكوهاما الوطنية في اليابان، وبدأ مسيرته الدبلوماسية خارج بلاده كمستشار في سفارة جورجيا بطوكيو، ما منحه خبرة متميزة في العلاقات مع دول شرق آسيا.
العلاقات المصرية – الجورجية: جذور وتاريخ
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وجورجيا في أوائل التسعينيات، عقب استقلال الأخيرة عن الاتحاد السوفيتي. ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات تطورًا تدريجيًا شمل توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات التجارة، التعليم، والثقافة.
كما شاركت وفود من البلدين في عدد من المؤتمرات والقمم الدولية، وكان هناك اهتمام متبادل بتعزيز التعاون البرلماني، فضلًا عن الزيارات الرسمية التي أسست لقاعدة صلبة يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة.
التعاون الاقتصادي: فرص واعدة تنتظر التفعيل
تشير البيانات المتاحة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يزال متواضعًا مقارنة بالإمكانات المتاحة، حيث يتركز في المنتجات الغذائية والمواد الخام والآلات. ومع ذلك، يرى خبراء الاقتصاد أن هناك فرصًا واعدة لزيادة هذا التعاون، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، البنية التحتية، الزراعة، وتكنولوجيا المعلومات.
وتسعى جورجيا للاستفادة من موقع مصر كبوابة للأسواق الأفريقية والعربية، فيما تنظر القاهرة إلى تبليسي كجسر مهم يربطها بأسواق القوقاز وشرق أوروبا.
السياحة: بوابة لتعزيز التواصل الشعبي
ت
وشهدت السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في أعداد السياح الجورجيين القادمين إلى مصر، خصوصًا إلى المقاصد الساحلية مثل شرم الشيخ والغردقة. وفي المقابل، باتت جورجيا وجهة جديدة للسائح المصري الباحث عن الطبيعة الجبلية والتجارب الثقافية المتميزة.
ومن المنتظر أن يسهم السفير الجديد في تعزيز هذا التعاون عبر تسهيل إجراءات السفر وتوسيع نطاق الرحلات المباشرة بين البلدين.
التعليم والثقافة: جسور للتواصل المستقبلي
يحظى مجال التعليم باهتمام خاص في العلاقات بين مصر وجورجيا، حيث استقبلت الجامعات المصرية عددًا من الطلاب الجورجيين في تخصصات متعددة، بينما أبدى طلاب مصريون اهتمامًا متزايدًا بالمنح الدراسية التي تقدمها الجامعات الجورجية.
أما على المستوى الثقافي، فقد شهدت السنوات الماضية مشاركة فنانين ومبدعين من كلا البلدين في معارض ومهرجانات مشتركة، الأمر الذي يعكس الرغبة في بناء جسور إنسانية وثقافية تعزز من تقارب الشعبين.
مصر وجهة دبلوماسية استراتيجية
يعكس تعيين أبخازافا في القاهرة اهتمام جورجيا بتعزيز وجودها الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن مصر تمثل رمانة الميزان في التوازنات الإقليمية، فضلًا عن دورها الحيوي في ملفات الأمن الإقليمي، والطاقة، والملاحة عبر قناة السويس.
ومن المنتظر أن يسهم السفير الجديد في دعم التعاون بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التغير المناخي، والأمن الغذائي، والطاقة المتجددة، وهي ملفات توليها القاهرة وتبليسي اهتمامًا متزايدًا.
آفاق المرحلة المقبلة
يرى مراقبون أن المرحلة المقبلة مرشحة لمزيد من الزخم في العلاقات المصرية–الجورجية، خاصة مع رغبة كلا البلدين في تنويع شراكاتهما الخارجية في ظل المتغيرات العالمية. وبالنظر إلى خبرة السفير أبخازافا الواسعة، فمن المرجح أن يلعب دورًا محوريًا في وضع خارطة طريق جديدة للتعاون الثنائي ترتكز على المصالح المشتركة وتعزيز الحوار السياسي والدبلوماسي.