أخبار

شي جينبينغ : آسيا والمحيط الهادئ تقود طريق التنمية العالمية بالتعاون والانفتاح

احمد دياب

دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى تعزيز التعاون الدولي والانفتاح الاقتصادي من أجل تحقيق التنمية والازدهار المشترك، مؤكداً أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ يجب أن تواصل أداء دورها الريادي في قيادة الاقتصاد العالمي نحو مستقبل أكثر استقراراً وعدلاً وشمولاً.

جاء ذلك خلال الكلمة الخطابية التي ألقاها شي جينبينغ بعنوان “توظيف الدور الريادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والعمل سوياً على تعزيز التنمية والازدهار في العالم” في قمة الرؤساء التنفيذيين لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي استضافتها مدينة جيونجو بجمهورية كوريا.

شي جينبينغ: العالم أمام مفترق طرق… والتعاون هو الخيار الصحيح

أشار الرئيس الصيني إلى أن العالم يشهد اليوم تحولات واضطرابات غير مسبوقة، جعلته يقف على مفترق طرق تاريخي، موضحاً أن اختيارات الدول اليوم ستحدد مستقبل البشرية بأكملها.
وأكد أن الهيمنة لا تجلب سوى الحروب والكوارث، بينما يمثل الإنصاف والعدالة الضمان الحقيقي لتحقيق السلام والتنمية، مشدداً على أن المواجهة والاستقطاب يؤديان إلى الفوضى والانقسام، في حين أن التعاون والكسب المشترك هو الطريق المستقيم نحو مستقبل أفضل.

كما حذر شي جينبينغ من مخاطر السياسات الأحادية، مؤكداً أن تعددية الأطراف هي الخيار الحتمي لمواجهة التحديات العالمية، وأن الصين تظل مدافعة عن النظام الدولي القائم ومؤيدةً للتعددية الحقيقية.

مبادرات صينية لتعزيز التنمية العالمية

واستعرض الرئيس الصيني سلسلة من المبادرات التي أطلقتها بلاده، من بينها مبادرة “الحزام والطريق” ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمية ومبادرة الحضارة العالمية ومبادرة الحوكمة العالمية، مشيراً إلى أن هذه المبادرات تمثل رؤية صينية شاملة لحل الأزمات العالمية وبناء مستقبل مشترك للبشرية.

كما أعلن أن الصين ستستضيف العام المقبل فعاليات منظمة أبيك للمرة الثالثة، مؤكداً تطلع بلاده إلى التعاون مع جميع الأطراف لبناء مجتمع آسيا والمحيط الهادئ المشترك، وتعزيز التنمية والسلام في المنطقة والعالم.

دعوة إلى الريادة في أربعة مسارات استراتيجية

طرح شي جينبينغ أربع ركائز رئيسية لقيادة التنمية في آسيا والمحيط الهادئ:

1. الحفاظ على السلام والاستقرار عبر الحوار والمساواة بين الدول الكبيرة والصغيرة.

2. الالتزام بالانفتاح الاقتصادي وحماية نظام التجارة المتعددة الأطراف وتعزيز سلاسل الإمداد العالمية.

3. تعزيز التعاون والكسب المشترك بالاستفادة من تنوع الاقتصادات الإقليمية.

4. تحقيق الشمول والتنمية المستدامة من خلال دعم الاقتصادات النامية وتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030.

الصين: محرك للنمو العالمي ووجهة استثمارية آمنة

أكد الرئيس الصيني أن بلاده تظل مساهمة رئيسية في النمو الاقتصادي العالمي، مشيراً إلى أن الاقتصاد الصيني حقق خلال خطة الخمسية الرابعة عشرة نمواً سنوياً بمعدل 5.5%، مع مساهمة تبلغ نحو 30% في نمو الاقتصاد العالمي.

وأوضح أن الصين أصبحت أكبر سوق مفتوحة في العالم، إذ تنظم سنوياً معرضاً دولياً للاستيراد على المستوى الوطني، وتتيح فرصاً تنموية متزايدة للشركات العالمية، مشيراً إلى أن قائمة القيود على الاستثمار الأجنبي تقلصت إلى 29 بنداً فقط مع إزالة جميع القيود على قطاع التصنيع.

كما لفت إلى أن الصين باتت من أكثر الدول أماناً واستقراراً جاذبةً للاستثمارات، موضحاً أنها تمتلك أكبر منظومة للطاقة المتجددة وأكمل سلاسل صناعة الطاقة الجديدة عالمياً، ما يجعلها وجهة مثالية وآمنة وواعدة للمستثمرين العالميين.

وقال شي جينبينغ في ختام كلمته:

“السير مع الصين يعني السير مع الفرص، والثقة بالصين تعني الثقة بالمستقبل، والاستثمار في الصين هو استثمار في الغد.”

روح الأعمال… بوابة المستقبل

وفي ختام القمة، دعا الرئيس الصيني مجتمع الأعمال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى التمسك بروح الريادة والابتكار والانفتاح والمثابرة، والعمل المشترك لتعزيز النمو والازدهار، والمساهمة في بناء مستقبل أجمل وأكثر ازدهاراً للمنطقة والعالم.