فنزويلا ترفع جاهزيتها العسكرية وسط توتر مع واشنطن.. وماكرون يحذر من انفلات في الكاريبي

مادورو يطلق مرحلة جديدة من مناورات “خطة الاستقلال 200”.. وباريس تدعو إلى ضبط النفس وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة
احمد دياب
في تصعيد جديد للأزمة المتفاقمة بين فنزويلا والولايات المتحدة، أعلنت وزارة الدفاع الفنزويلية، أمس الثلاثاء، بدء مرحلة جديدة من مناورات “خطة الاستقلال 200″، بتوجيه من الرئيس نيكولاس مادورو، عند الساعة الرابعة فجر الحادي عشر من نوفمبر، في خطوة اعتُبرت رسالة واضحة لواشنطن والمجتمع الدولي بشأن استعداد كاراكاس لأي مواجهة محتملة.
وأكدت الوزارة أن القوات المسلحة الوطنية البوليفارية دخلت في حالة جاهزية قتالية كاملة لتعزيز القدرات الدفاعية وحماية السيادة الوطنية، مشيرة إلى أن هذه المناورات تهدف إلى اختبار جاهزية الجيش في مواجهة التهديدات الخارجية، في إشارة إلى التحركات الأمريكية المكثفة في البحر الكاريبي خلال الأسابيع الأخيرة.
تصعيد ميداني ورسائل سياسية
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات بين كاراكاس وواشنطن توتراً غير مسبوق، إذ تتهم فنزويلا الولايات المتحدة بـ”التحضير لعمليات عسكرية استفزازية” قرب سواحلها تحت ذريعة مكافحة تهريب المخدرات، بينما تصرّ واشنطن على أن وجودها البحري يهدف إلى “حماية المصالح الأمريكية ومواجهة شبكات الاتجار غير المشروع”.
ووفقاً لتقارير محلية، نشرت القوات الفنزويلية وحدات دفاع ساحلي وصواريخ مضادة للطائرات بالقرب من الموانئ الاستراتيجية، في حين نفذت البحرية تدريبات على “الردع البحري”، بالتزامن مع رصد تحليق طائرات استطلاع أمريكية قرب المجال الجوي الفنزويلي.
الرئيس مادورو وصف هذه المرحلة من المناورات بأنها “رسالة سيادة واستقلال”، مؤكداً أن بلاده لن تسمح لأي قوة خارجية بتهديد أمنها أو المساس بسيادتها، مشيراً إلى أن فنزويلا “سترد بقوة على أي عدوان يستهدف استقرارها الداخلي أو حدودها البحرية”.
قلق دولي وتحذير فرنسي
وفي المقابل، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه من “تزايد التوترات العسكرية في البحر الكاريبي”، محذراً من أن أي تصعيد في المنطقة قد يؤدي إلى “انفلات غير محسوب العواقب”.
وقال ماكرون، في تصريحات على هامش اجتماع مجموعة السبع، إن “التحركات العسكرية الأمريكية المكثفة وردود الفعل الفنزويلية تثير قلق المجتمع الدولي”، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لتفادي مواجهة مباشرة.
كما شدد ماكرون على أن “أي عمل أحادي ينتهك القانون الدولي في البحر الكاريبي ستكون له تبعات خطيرة”، في إشارة إلى العمليات الأمريكية التي تعتبرها باريس تجاوزاً للحدود المقبولة دولياً.
تحذيرات من حرب بالوكالة
ويرى مراقبون أن التصعيد الراهن يعكس حرب نفوذ غير معلنة بين واشنطن وحلفاء كاراكاس، وعلى رأسهم موسكو وبكين، اللتين كثفتا من دعمهما السياسي والعسكري لفنزويلا في الآونة الأخيرة.
ويحذر محللون من أن استمرار التوتر قد يتحول إلى مواجهة محدودة أو صراع بالوكالة، خاصة في ظل تداخل المصالح الدولية في المنطقة الكاريبية الغنية بالموارد الطبيعية والممرات البحرية الحساسة.




