سفير فنزويلا بالقاهرة يحذّر من تهديدات أمريكية غير مسبوقة: “فنزويلا لن تخضع لأي قوة أجنبية”

احمد دياب
حذّر سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة، ويلمر أومار بارينتوس، خلال كلمته في فعاليات اليوم العالمي للحراك من أجل فنزويلا، من التصعيد الخطير في السياسات الأمريكية تجاه بلاده، مؤكداً أن فنزويلا تواجه “أكبر تهديد عسكري وسياسي منذ عقود”، وأن الشعب الفنزويلي موحّد ومستعد للدفاع عن سيادته مهما بلغت التحديات.
وأكد السفير في بداية كلمته امتنانه للدعم المتواصل الذي تحظى به فنزويلا من الدول الصديقة، مشيراً إلى أن الشعب الفنزويلي يواجه “حملة مضايقات أمريكية ممنهجة” شملت عقوبات غير قانونية، وتشويهًا إعلاميًا، ومحاولات لعدم الاعتراف بالمؤسسات الشرعية، إضافة إلى تسييس القضاء.
وأوضح بارينتوس أن التطورات الأخيرة “بلغت مستوى غير مسبوق من الخطورة” مع الانتشار العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي ضمن ما يسمى بـ “عملية رمح الجنوب”، والذي يشمل أكثر من 15 ألف جندي، وقدرات نووية، وحاملة الطائرات العملاقة “يو إس إس جيرالد آر فورد”، وهو أكبر انتشار عسكري في المنطقة منذ غزو بنما عام 1989.
وأضاف أن هذه التحركات العدائية، إلى جانب المناورات العسكرية الأمريكية بالقرب من السواحل الفنزويلية بمشاركة وحدات هجومية من مشاة البحرية، تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، خاصة في ظل وجود أكثر من 76 قاعدة عسكرية أمريكية في أميركا اللاتينية.
كما أدان السفير تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التي قال فيها إن واشنطن تحدد القانون الدولي وفق مصالحها، مؤكدًا أن هذا يمثل انتهاكًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة، وتحديدًا المادة (2) الفقرة (4)، التي تحظر التهديد باستخدام القوة.
وفي سياق متصل، أشار السفير إلى أن وزير خارجية فنزويلا، إيبان خيل، جدّد أمام الأمم المتحدة إدانة بلاده لما وصفه بـ “الاعتداءات التي لا تُعد ولا تُحصى”، والتي شملت مؤامرات ومحاولة اغتيال بطائرات مسيّرة، إضافة إلى 1,042 عقوبة اقتصادية تستهدف الصناعة النفطية والاقتصاد الفنزويلي.
وأكد بارينتوس أن التصريحات الأمريكية الأخيرة، بما في ذلك إعلان الرئيس الأمريكي عن تفويض عمليات تستهدف فنزويلا، تمثل “خرقًا خطيرًا للقانون الدولي”، مشددًا على أن هذه الممارسات تهدف إلى “شرعنة مخطط لتغيير النظام والسيطرة على الموارد النفطية الفنزويلية”.
وأكد السفير أن الشعب الفنزويلي أصبح أكثر استعدادًا لمواجهة أي تهديد، إذ سجّل أكثر من 8 ملايين مواطن في الميليشيا الوطنية البوليفارية استجابة لدعوة الرئيس نيكولاس مادورو، مشددًا على أن “فنزويلا لن تخضع لأي إمبراطورية، ولها الحق في الدفاع عن سيادتها”.
وأشار بارينتوس إلى أن فنزويلا تعمل حاليًا على تعزيز التضامن الدولي ومواجهة ما وصفه بـ “التهديد المنهجي” المستند إلى عقيدة مونرو، التي لطالما شكلت إطارًا للتدخلات الأمريكية في القارة اللاتينية. كما حذّر من الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة التي تسعى إلى “استعادة الهيمنة الأمريكية في أميركا اللاتينية”.
وأعرب السفير عن قلقه من تقارير تناولها الكونجرس الأمريكي بشأن عمليات إعدام خارج القانون في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، واصفًا الوضع بأنه “من أكثر الملفات المثيرة للقلق”.
وأكد السفير أن فنزويلا تطالب بالاحترام الكامل لمجالها الجوي وفق اتفاقية شيكاغو لعام 1944، وترفض أي تهديدات تمس سيادتها الجوية أو البحرية أو البرية، مشيرًا إلى أن هذه الاعتداءات تهدد السلام في القارة بأكملها.
وختم بارينتوس كلمته بالتأكيد على أن فنزويلا ستمضي في مسار السلام وتقرير المصير، وأنها جزء من عالم متعدد الأقطاب، قائلاً:
“نحن في فنزويلا لن نقبل أي أوامر أو تهديدات من أي قوة أجنبية. وحدتنا وتضامن الشعوب الحرة هما السلاح الأقوى للدفاع عن السلام والسيادة.”







