تقارير

” ماو نينغ “من القاهرة: تنمية حقيقية ومبادرات استراتيجية وتعزيز التعاون والسياحة

 

الشراكة المصرية الصينية تقفز إلى آفاق جديدة

احمد دياب

 

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر شهدت قفزة كبيرة خلال السنوات الأخيرة وأصبحت نموذجًا متقدمًا للتعاون بين الدول النامية بفضل القيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينج وهو ما انعكس في انتقال العلاقات الثنائية من إطار التبادل التجاري التقليدي إلى مستوى أعمق من المواءمة الاستراتيجية الشاملة التي تشمل مختلف المجالات وذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم في القاهرة

وأوضحت ماو نينغ أن الرئيس الصيني شي جين بينج أطلق خلال السنوات الماضية عددًا من المبادرات الاستراتيجية التي تستهدف تعزيز أمن الدولة الصينية وتحقيق الاستقرار الشامل باعتباره أساسًا للتنمية المستدامة مؤكدة أن هذه المبادرات ساهمت في ترسيخ نموذج تنموي متوازن يجمع بين النمو الاقتصادي والأمن المجتمعي وتحسين مستوى معيشة المواطنين وأضافت أن التجربة الصينية ركزت على دعم الاقتصاد الحقيقي المنتج وليس الاقتصاد الافتراضي الأمر الذي انعكس في الارتفاع المستمر في نصيب الفرد الصيني وتحقيق معدلات نمو أكثر استدامة مشيرة إلى أن الحزب الشيوعي الصيني تابع مسار التنمية الاقتصادية عن كثب وحرص على توجيهها نحو تعظيم القيمة المضافة ودعم الابتكار والتصنيع الحديث

وأشارت ماو نينغ إلى أن الإنجازات التي تحققت لم تكن سهلة وإنما جاءت نتيجة التغلب على تحديات كبرى وفي مقدمتها تداعيات جائحة كورونا والضغوط الاقتصادية العالمية مؤكدة أن القيادة الصينية تعاملت مع هذه الأزمات برؤية شاملة حافظت على استقرار الاقتصاد ودعمت استمرار النمو ورفعت مستوى معيشة المواطنين وأضافت أن التحول الأخضر بات مسارًا رئيسيًا في مختلف المشروعات التنموية حيث شهدت الصين توسعًا كبيرًا في مشروعات الطاقة المتجددة بما يشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتوليد الكهرباء النظيفة إلى جانب الاستثمار في تشجير مساحات واسعة وزيادة الرقعة الخضراء بما يسهم في تحسين جودة الهواء وحماية البيئة ومواجهة آثار التغير المناخي

تجاوز التحديات العالمية والتحول نحو الاقتصاد الحقيقي والتنمية الخضراء

وأكدت المتحدثة الصينية أن التعاون بين القاهرة وبكين شهد توسعًا عمليًا ملموسًا بدءًا من منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية المصرية في السويس المطلة على البحر الأحمر مرورًا بمنطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة وصولًا إلى مجالات الاقتصاد الرقمي والطاقة الخضراء وغيرها من القطاعات الناشئة التي تمثل مستقبل التنمية مؤكدة أن هذه المشروعات المشتركة تجسد مفهوم المنفعة المتبادلة والكسب المشترك وتعكس توافق الرؤى بين البلدين حول تحقيق تنمية مستدامة وشاملة وأضافت أن الخطة الخمسية الخامسة عشرة للحزب الشيوعي الصيني لا تقتصر على الشأن الداخلي فقط بل تفتح آفاقًا واسعة لتعميق التعاون مع مصر خاصة في مجالات التنمية المستدامة والطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر بما يعزز المواءمة الاستراتيجية بين البلدين ويدعم تحقيق إنجازات مشتركة على طريق الحداثة

 

فرص جديدة للتعاون المصري-الصيني والسياحة الثقافية في ضوء الخطة الخمسية الصينية

وأضافت ماو نينغ أن التعاون المصري الصيني يمتد ليشمل التبادل الثقافي والسياحي حيث تشهد أعداد السياح الصينيين إلى مصر زيادة ملحوظة في الفترة الأخيرة بما يعكس الاهتمام المتنامي بالحضارة المصرية مؤكدة أن زيارتها للمتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات تركت لديها انطباعًا بالغ الإعجاب بعمق الحضارة المصرية وثرائها الثقافي معربة عن أن هذه الزيارة تعزز التفاهم الحضاري بين الشعبين وتسهم في دعم التعاون الثقافي والسياحي باعتباره أحد روافد الشراكة الاستراتيجية الشاملة

ويعكس هذا الحراك السياسي والاقتصادي والثقافي المتكامل توجّه مصر والصين نحو بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد تقوم على تجاوز التحديات العالمية وتعزيز التنمية الخضراء وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي والثقافي بما يخدم مصالح الشعبين ويكرّس العلاقات المصرية الصينية كنموذج ناجح للتعاون بين دول الجنوب