ماجد فهمي يكتب
بقلم رئيس بنك التنمية الصناعية ماجد فهمي :-
مع اقتراب ذكري ثورة ٣٠ يونيو ، أجد لدى رغبة قوية فى الرجوع وكتابة بعض الخواطر فى ذكرى ثورة ٣٠ يونيو . السبب هو أننى حينما اعود بالذاكرة لما كنّا فيه قبل هذا التاريخ واقصد بالطبع حينما كانت مصر تحت الاحتلال الاخواني- وهو من وجهة نظرى اسوء احتلال تعرضت له المحروسة- أستطيع ان آصف ثورة ٣٠ يونيو انها الثورة الام ، الثورة الحقيقية فى تاريخ مصر الحديث التى انقذت هذا البلد من مصير اسود كان لا قدر الله سيدفعه اليه الاخوان المتخلفون الارهابيون .
لم يكن هناك خطر حقيقى على مصر حينما قامت ثورة يوليو ٥٢ وهناك من يدينها بشدة لانحراف المسار وتردى الأوضاع ونكسة ٦٧ ، وكثير من الجدل والاختلاف حتى فى مسماها فبينما نطلق عليها ثورة هناك من يصفها بالانقلاب . لم يكن ايضا هناك خطر يهدد الأمن القومى المصرى او تهديدا لسيادة الدولة على حدودها او أراضيها مما أدى الى قيام ثورة يناير ٢٠١١ بل انها قامت للقضاء على حكم ديكتاتورى استمر لعقود طويلة وتسبب فى انتشار الفساد وتردى الأوضاع ، ثم حدث ما حدث بعد ذلك وأدى الى ان كثيرا من المصريين اضحوا يكرهون هذا اليوم الذى تسبب فى الكثير من الخراب والاسوء انه أتى بالاخوان الى سدة الحكم .
اذا تبقى ثورة ٣٠ يونيو كما ذكرت هى الأهم فى تاريخنا الحديث . ثورة قلما تحدث فى بلد اخر سوى هذا البلد الذى ابهر العالم منذ ألوف السنين بأقدم حضارة إنسانية وها هو يبهره مرة اخرى بارادة وتحدى لن ترى لهما مثيلا فى شعب او بلد اخر . هل رأيت او يمكن ان ترى فى بلد اخر اكثر من ثلاثين مليون مواطن يندفعون فى الشوارع متحدين النظام الحاكم وغير مبالين بالمخاطر التى يمكن ان يتعرضوا لها ؟ هل رأيت من قبل هذا التحالف والتناغم المذهل بين شعب وجيشه واجهزته الأمنية ، هل تذكرون الطائرات العسكرية التى كانت تحلق بحب فى السماء لحماية جماهير المتظاهرين الذين كانوا يصفقون ويهللون لها فى مشهد رائع لن تراه فى بلد اخر . هل رأيت مثل هذا التالف والترابط بين مسلمى مصر وإقباطها فى بلد اخر بالرغم من كل المحاولات الحقيرة التى قام بها الاخوان واتباعهم لاثارة الفتن كان من بينها حرق الكنائس فرد أقباط مصر على لسان البابا تاوضرس بكلمته الشهيرة ( وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن ) .
الاختلاف الحقيقى بين ثورة ٣٠ يونيو وغيرها ان هذه ثورة حقيقية قام بها شعب مصر وجيشه وكل اجهزة الدولة . قام بها الرجال والنساء والشباب الذين تواجدوا جميعا فى الشوارع وغنوا ورقصوا على أنغام (تسلم الايادى ،تسلم ياجيش بلادى) مسلمين واقباط فى جميع محافظات وقرى وربوع مصر يحميهم جيشهم العظيم ليحرروا بلدهم من هذا الاحتلال الغاشم وتستيقظ مصر من هذا الكابوس . ثورة قام بها شعب واختار لها قائد وأحسن الاختيار هذه المرة فجاء عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع المصرى ألوطنى المخلص الذى انحاز الى شعبه وبلدة وتحدى وخاطر بمنصبه ومستقبله بل بحياته وحياة أسرته وما زال يتحدى ويخاطر من اجل وطنه وشعبه .
تحية لثورة ٣٠ يونيو فى ذكراها ،تحية لشعب مصر وجيشها واجهزتها الأمنية ، تحية لرئيسها عبد الفتاح السيسي وتحيا مصر
” اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر “