تقارير

السفير الروسى بالقاهرة : العالم يشهد تغيرات جذرية مع نهاية عصر الهيمنة الأحادية بقيادة الغرب.

محاولات الغرب لإضعاف روسيا تعود بعد انهيار الاتحاد السوفييتي دععمت امريكا وحلفاؤها في الناتو مظاهرات في أوكرانيا .

دول الغرب قدمت دعمًا للجماعات المتطرفة ، ما أدى إلى اضطهاد السكان الناطقين بالروسية.

علاقتنا مع مصر أزلية ، ومن أكبر الدول يختار طلابها دراسة الطب والطاقة النووية .

القاهرة :احمد دياب

قال السفير جيورجي بوريسنكو سفير روسيا بمصر، أن العالم يشهد تغيرات جذرية مع نهاية عصر الهيمنة الأحادية الذي استمر لأكثر من خمسة قرون بقيادة الغرب.

وأكد السفير الروسي فى القاهرة في مقال له تحت عنوان ” الرؤية الروسية للوضع الحالي للشؤون الدولية ومستقبلها” ، إن مراكز قوة جديدة بدأت تبرز في آسيا، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، في حين يسعى الغرب للحفاظ على نفوذه من خلال وسائل عدائية، مما دفع روسيا لاتخاذ موقف دفاعي منذ 24 فبراير 2022 لحماية أمنها القومي ومصالحها.

وأشار الى أن محاولات الغرب لإضعاف روسيا تعود إلى ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، حيث دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو مظاهرات في أوكرانيا قبل 11 عامًا، وقدمت دعمًا للجماعات المتطرفة هناك، ما أدى إلى اضطهاد السكان الناطقين بالروسية.

وأوضح السفير إلى أن الغرب دفع أوكرانيا لاستخدامها كوقود للصراعات، ورفض مقترحات روسيا للتسوية السلمية في ديسمبر 2021.

على صعيد آخر، انتقد بوريسنكو النظام الغربي “القائم على القواعد” الذي اعتبرته غير واضح وغير متفق عليه دوليًا، مشيرا إلى أن هذا النظام يسعى لفرض السيطرة الغربية على العالم.

في المقابل، أكد السفير التزام موسكو بالتعاون المتبادل وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ودعت إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب يضمن التنمية المتساوية واحترام التنوع الثقافي والحضاري.

وقال بوريسنكو دور روسيا في إنشاء مجموعة “بريكس” منذ عام 2006 مع الصين والهند والبرازيل، وانضمام جنوب أفريقيا لاحقًا.

وأكد أهمية انضمام مصر إلى المجموعة في 2024، مشيدة بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووفد وزاري كبير في قمة أكتوبر بكازان.

وأوضح أن مجالات التعاون تشمل السياسة، الأمن، الاقتصاد، الزراعة، والنقل، حيث أصبحت “البريكس” قوة اقتصادية تفوقت على مجموعة السبع.

ولفت إلي احتفال روسيا ومصر في أغسطس 2023 بمرور 80 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بينهما، التي وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بفضل الثقة المتبادلة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي.

وأبرز السفير الروسي مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية كمشروع مشترك رئيسي، إضافة إلى توريد 1300 عربة قطار للسكك الحديدية المصرية.

وقال إنه رغم العقوبات الغربية، أكدت موسكو استمرار تصدير القمح إلى مصر، حيث زودتها بـ9 ملايين طن في 2024، ما يمثل 75% من احتياجاتها.

كما بلغت التجارة الثنائية 8 مليارات دولار، مع وجود 400 شركة روسية تعمل في مصر باستثمارات تبلغ 3.5 مليار دولار.

وأشاد السفير بالعلاقات الثقافية مع مصر، التي تعود إلى الستينيات من خلال تبادل الطلاب، موضحا أن مصر من بين أكبر الدول التي يختار طلابها روسيا للدراسة، خاصة في مجالات الطب والطاقة النووية.

واختتم السفير الروسي بالتأكيد على تطلعها لتعزيز التعاون مع مصر على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، بهدف بناء عالم أكثر عدالة واستدامة.