السفير الصيني بالقاهرة : الصين ومصر تمضيان معًا نحو مستقبل مشترك يقوم على السلام والتنمية والانفتاح

احمد دياب
في أجواء احتفالية مفعمة بروح الصداقة التاريخية بين الشعبين المصري والصيني، شارك سعادة السفير لياو ليتشيانغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى جمهورية مصر العربية، في حفل الاستقبال الذي نظمته جمعية الصداقة المصرية الصينية، بحضور عدد من كبار المسؤولين المصريين، من بينهم معالي الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، ومعالي السفير أبو بكر حفني نائب وزير الخارجية، ومعالي السفير علي الحفني نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، إلى جانب نخبة من الشخصيات العامة والأصدقاء من الجانبين.
في مستهل كلمته، أعرب السفير الصيني عن سعادته البالغة بالمشاركة في هذا الحفل الذي يجسد عمق العلاقات التاريخية والودية بين البلدين، موجهاً شكره لجمعية الصداقة المصرية الصينية على جهودها الكبيرة في دعم التعاون بين القاهرة وبكين، ومثمناً الدور البارز الذي تلعبه الجمعية منذ سنوات في تعزيز التفاهم المتبادل والتواصل الثقافي والشعبي.
وأكد السفير لياو أن الصين، منذ تأسيس جمهوريتها قبل 76 عاماً، تمكنت بقيادة الحزب الشيوعي الصيني من تحقيق إنجازات تنموية كبرى، جعلتها ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة صناعية، مشيراً إلى أن بلاده تسير بخطى واثقة نحو تحقيق الهدف المئوي الثاني المتمثل في بناء دولة اشتراكية حديثة وقوية على نحو شامل.
وأضاف أن الصين، خلال تنفيذها الخطة الخمسية الرابعة عشرة، أسهمت بما يقرب من ثلث النمو الاقتصادي العالمي، وأن خطتها الخمسية الخامسة عشرة المقبلة ستمثل خريطة طريق واضحة لتعزيز التنمية المستدامة والانفتاح الاقتصادي، مؤكداً أن الصين ستظل مرساة للاستقرار في الاقتصاد العالمي، ومصدراً للطاقة الإيجابية في ظل التحديات التي يشهدها العالم.
وأشار السفير إلى أن الصين ماضية في الدفاع عن السلام العالمي، مذكّراً بمساهمتها التاريخية في الانتصار على الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية، ومشدداً على تمسك بلاده الدائم بطريق التنمية السلمية، لتظل قوة داعية للسلام والاستقرار والتقدم في العالم.
وفي سياق آخر، تحدث السفير لياو عن قرار الصين اعتماد يوم 25 أكتوبر يوماً لإحياء ذكرى استعادة تايوان، تأكيداً على تمسكها بمبدأ الصين الواحدة وحماية سيادتها ووحدة أراضيها، مشيداً بالموقف المصري الثابت والداعم لهذا المبدأ، وببيان جمعية الصداقة المصرية الصينية الذي دحض محاولات التشكيك في القرار رقم 2758 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما استعرض السفير المبادرات الدولية التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، ومنها مبادرات الحزام والطريق والتنمية العالمية والأمن العالمي والحضارة العالمية، مؤكداً أن هذه المبادرات تجسد حرص الصين على تعزيز التعاون الدولي وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أوضح السفير أن العلاقات بين الصين ومصر أصبحت نموذجاً للتعاون بين دول الجنوب، بفضل الإرشاد الاستراتيجي لرئيسي البلدين، مشيراً إلى ما تحقق من إنجازات كبيرة في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية، ومؤكداً أن الجانبين يسعيان نحو بناء مجتمع صيني مصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.
كما أشاد السفير الصيني بالجهود المصرية المكثفة التي تبذلها القاهرة من أجل وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً دعم الصين الكامل لمبدأ “حكم فلسطين للفلسطينيين” وضرورة الالتزام بـ حل الدولتين، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لإيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية.
واختتم السفير كلمته بالإشارة إلى أن العام المقبل سيحمل الاحتفال بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، إلى جانب استضافة الصين القمة الصينية العربية الثانية، مشدداً على أن بكين تتطلع إلى العمل مع القاهرة لمواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ودفع التعاون الثنائي إلى آفاق أرحب تعود بالخير والمنفعة على الشعبين الصديقين.
وختم قائلاً: “نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً للعلاقات الصينية المصرية، وإلى تعاون أوثق من أجل السلام والتنمية والازدهار في العالم.”
