الملك محمد السادس يصل إلى أبوظبي في زيارة خاصة تؤكد متانة العلاقات المغربية الإماراتية

احمد دياب
وصل جلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، صباح اليوم الأربعاء إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، في زيارة خاصة، وذلك بعد أن غادرت الطائرة الملكية مطار الرباط-سلا مساء أمس الثلاثاء متجهة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتحظى هذه الزيارة باهتمام واسع لما تحمله من دلالات سياسية وإنسانية تعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وما يربط البلدين من تاريخ طويل من التعاون الاستراتيجي والتفاهم المتبادل في مختلف المجالات.
علاقات راسخة ونموذج عربي للتعاون
تُعد العلاقات بين المغرب والإمارات نموذجاً يحتذى به في العالم العربي، إذ تتجاوز الإطار الدبلوماسي التقليدي إلى شراكة شاملة تجمع بين البعد السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني.
فقد حرص البلدان على مدى العقود الماضية على تعزيز التنسيق المستمر في القضايا الإقليمية والدولية، والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فضلاً عن العمل المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
تعاون استثماري وإنساني متنامٍ
على الصعيد الاقتصادي، تشهد العلاقات المغربية الإماراتية نموًا متزايدًا في حجم الاستثمارات والتبادل التجاري، حيث تُعد الإمارات من أبرز الشركاء الاقتصاديين للمغرب على مستوى العالم العربي، وتُسهم استثماراتها في مجالات العقارات، والسياحة، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية في دعم مسار التنمية الذي يقوده الملك محمد السادس.
كما تُعد هذه الزيارة الخاصة تأكيداً لروح الوفاء والتقدير المتبادل بين القيادتين، حيث لطالما عبرت الإمارات عن دعمها القوي للمغرب في كل المحافل، في حين يحرص الملك محمد السادس على تثمين هذا الدعم ومواصلته بروح من الأخوة والاحترام المتبادل.
بعد إنساني وثقافي
وتتميز العلاقات بين الشعبين المغربي والإماراتي بعمق إنساني وثقافي كبير، يتجسد في التقارب الاجتماعي والتبادل الثقافي والفني، فضلاً عن التعاون المستمر في مجالات التعليم، والإعلام، والعمل الخيري.
ويأتي هذا التلاقي في سياق الرؤية المشتركة التي تجمع القيادتين حول أهمية الانفتاح، والاعتدال، والحوار بين الثقافات كقيم أساسية في بناء مستقبل عربي مشترك أكثر استقراراً وازدهاراً.
دلالات الزيارة
ويرى مراقبون أن زيارة الملك محمد السادس إلى الإمارات، حتى وإن كانت ذات طابع خاص، إلا أنها تحمل رسائل رمزية وسياسية مهمة، خصوصاً في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، وتؤكد استمرار الزخم الإيجابي في العلاقات الثنائية التي تشهد تطوراً متواصلاً على جميع المستويات.
وتأتي هذه الزيارة لتجدد التأكيد على متانة العلاقات المغربية-الإماراتية التي أسس دعائمها الراحلان الملك الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي يواصل حمل مشعلها اليوم الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان برؤية عصرية تُكرس مبادئ الاحترام المتبادل والتضامن العربي الحقيقي.






