أخبار

سمير فرج من الجامعة الروسية : الوعي المجتمعي خط الدفاع الأول عن الأمن القومي

في ندوة «التحديات الإقليمية والدولية للأمن القومي المصري» بالجامعة المصرية الروسية

سمير فرج : وعي الشعب خط الدفاع الأول ومصر تصدت لمؤامرات إقليمية ودولية معقدة

احمد دياب 

 

نظّمت الجامعة المصرية الروسية ندوة موسعة بعنوان «التحديات الإقليمية والدولية للأمن القومي المصري»، ألقاها اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية سابقًا، ومحافظ الأقصر الأسبق، والمفكر الاستراتيجي، وذلك بحضور قيادات الجامعة وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والشخصيات العامة.

وفي مستهل الندوة، أعلن الدكتور شريف فخري محمد عبد النبي، رئيس الجامعة المصرية الروسية، أن تنظيم هذه الفعالية يأتي في إطار حرص الجامعة على دعم الوعي الوطني لدى طلابها، وتعزيز إدراكهم لطبيعة التحديات التي تواجه الدولة المصرية على المستويين الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن الندوة عُقدت بدعم من الدكتور محمد كمال مصطفى، رئيس مجلس أمناء الجامعة، وبمشاركة واسعة من قيادات أكاديمية ومجتمعية.

وخلال كلمته، أكد اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج أن الوعي المجتمعي يمثل حجر الزاوية في حماية الأمن القومي المصري، موضحًا أن تماسك الشعب المصري وتكاتفه هو خط الدفاع الأول في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تستهدف الدولة. واستعرض أبرز الملفات الاستراتيجية الإقليمية والدولية المؤثرة على الأمن القومي، مشددًا على الدور المحوري للقيادة السياسية في إدارة هذه الملفات وحماية مقدرات الوطن.

وأوضح اللواء سمير فرج أن الأوضاع السياسية والاقتصادية في دول الجوار تمثل امتدادًا مباشرًا للأمن القومي المصري، مستشهدًا بما تشهده مناطق مثل السودان وقطاع غزة وليبيا وسوريا والصومال وإريتريا واليمن وجيبوتي، مؤكدًا أن ما يحدث في هذه الدول ينعكس بشكل مباشر على الأمن والاستقرار داخل مصر. كما أشار إلى الدور الكبير الذي قامت به الدولة المصرية في وقف الحرب على قطاع غزة، والمساهمة في إرساء اتفاقية السلام خلال قمة شرم الشيخ للسلام، بحضور الرئيس الأمريكي و40 رئيس دولة.

وتناول اللواء سمير فرج التحديات المرتبطة بحروب الجيل الرابع والخامس، مؤكدًا أن أخطر أدواتها تتمثل في الحرب النفسية ونشر الشائعات وبث المعلومات المضللة، موضحًا أن هذه الحروب تعتمد على خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وتستهدف تفكيك المجتمعات من الداخل. وشدد على أن الانتصار في هذه الحروب لم يعد مسؤولية القيادة السياسية أو القوات المسلحة وحدها، بل مسؤولية مشتركة تتطلب وعي المواطن وتسليحه بالعلم والتكنولوجيا.

كما تطرق إلى تأثير الأوضاع الأمنية في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر على قناة السويس، مشيرًا إلى الخسائر التي تكبدتها القناة خلال الأعوام الماضية، ودور الدولة المصرية في إدارة هذا الملف بحكمة. وأكد أهمية الخطوط الحمراء التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في إقليمي سرت والجفرة بليبيا، ودورها في تأمين الحدود الغربية لمصر والحفاظ على استقرار الدولة الليبية الشقيقة.

وحذر اللواء سمير فرج من مخاطر ما يُعرف بالكتائب الإلكترونية، موضحًا أنها تعتمد على حسابات وهمية تُدار بشكل منظم للتحكم في منصات التواصل الاجتماعي، وصناعة «التريند» عبر نشر معلومات مغلوطة وأخبار مضللة، واصفًا هذه الآلية بأنها «السم في العسل» الذي يستهدف وعي المواطن وزعزعة الثقة داخل المجتمع.

ومن جانبه، أكد الدكتور شحاته غريب، مستشار رئيس الجامعة المصرية الروسية للتطوير المؤسسي، أن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار استراتيجية الجامعة لتعزيز روح الولاء والانتماء لدى الطلاب، وتنمية وعيهم السياسي، وقدرتهم على تحليل القضايا الداخلية والخارجية بشكل علمي وسليم. وأوضح أن الأمن القومي يمثل الأساس الحقيقي لاستقرار الدولة وانطلاقها نحو التنمية الشاملة.

وأشاد مستشار رئيس الجامعة بالدور الوطني والفكري الذي يقوم به اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، وبإسهاماته البارزة سواء خلال خدمته بالقوات المسلحة أو عبر كتاباته وتحليلاته الإعلامية، التي تسهم في رفع وعي الرأي العام بالمخاطر التي تحيط بالدولة المصرية والمنطقة.

وشهدت الندوة حوارًا مفتوحًا بين الطلاب واللواء سمير فرج، حيث طرح الطلاب عددًا من الأسئلة التي عكست وعيهم بالتحديات الإقليمية والدولية، وقدم اللواء إجابات موسعة ساعدت في تعميق فهمهم لمفاهيم الأمن القومي وحروب الجيلين الرابع والخامس.

وفي ختام الندوة، قام الدكتور شريف فخري رئيس الجامعة المصرية الروسية بتقديم درع الجامعة للواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، تقديرًا لمسيرته الوطنية الحافلة وجهوده في خدمة الوطن ونشر الوعي، فيما أعرب الطلاب عن سعادتهم الكبيرة بالندوة، وحرصوا على التقاط الصور التذكارية مع المحاضر.

وشهدت الفعالية حضور عدد من قيادات الجامعة والشخصيات العامة، من بينهم مستشارو رئيس الجامعة وعمداء الكليات، وممثلو مجتمع الأعمال بمدينة بدر، في تأكيد على أهمية التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع في دعم قضايا الوعي الوطني والأمن القومي.