أخبار

بكين ترد بحزم على صفقات السلاح الأمريكية لتايوان : عقوبات على 20 شركة و10 مسؤولين عسكريين

 

بكين تشهر سلاح العقوبات في وجه واشنطن: رسالة حاسمة بشأن تايوان وخط أحمر لا يقبل المساومة

احمد دياب

 

في تصعيد جديد يعكس حساسية المشهد الجيوسياسي في شرق آسيا، أعلنت الصين اتخاذ تدابير مضادة قوية ضد الولايات المتحدة، على خلفية ما وصفته بـ«مبيعات أسلحة واسعة النطاق» إلى منطقة تايوان الصينية، مؤكدة أن القضية تمثل جوهر مصالحها السيادية وخطًا أحمر لا يمكن تجاوزه في العلاقات الصينية–الأمريكية.

وجاء الإعلان عبر تصريحات رسمية للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الذي كشف عن فرض عقوبات على 20 شركة أمريكية مرتبطة بالقطاع العسكري، إلى جانب 10 من كبار المسؤولين التنفيذيين، بدعوى تورطهم في تسليح تايوان خلال السنوات الأخيرة، وذلك استنادًا إلى قانون جمهورية الصين الشعبية لمواجهة العقوبات الأجنبية.

تايوان في صميم المصالح الصينية

الخطاب الصيني اتسم بنبرة حازمة، حيث شددت بكين على أن قضية تايوان ليست مجرد ملف سياسي عابر، بل تقع في قلب المصالح الجوهرية للدولة الصينية، وتمثل «أول خط أحمر» في العلاقات مع واشنطن. وأكدت أن أي محاولة لتجاوز هذا الخط أو اللعب بورقة تايوان ستُقابل برد صارم وحاسم.
وأضافت الخارجية الصينية أن الشركات والأفراد الذين يواصلون بيع الأسلحة لتايوان «سيدفعون ثمن أفعالهم»، في رسالة واضحة تهدف إلى ردع الأطراف المتورطة ومنع تكرار مثل هذه الخطوات مستقبلاً.
تحذير من الاستهانة بالرد الصيني

وفي لهجة لا تخلو من التحذير، شددت بكين على أنه لا يجوز لأي دولة أو قوة التقليل من عزيمة الصين أو قدرتها على الدفاع عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها، مؤكدة أن الحكومة والشعب الصينيين يمتلكان الإرادة والقدرة الكاملة لحماية وحدة البلاد.

دعوة مباشرة لواشنطن

التصريحات الصينية تضمنت كذلك دعوة صريحة للولايات المتحدة للالتزام بمبدأ «الصين الواحدة» والبيانات المشتركة الثلاثة بين البلدين، والعمل وفق التعهدات التي قطعها القادة الأمريكيون، مع مطالبة واشنطن بوقف ما وصفته بـ«التحركات الخطيرة» المتمثلة في تسليح تايوان.

كما طالبت الصين بوقف تقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وعدم إرسال «إشارات خاطئة» إلى القوى الانفصالية الداعية إلى استقلال الجزيرة، معتبرة أن مثل هذه الإشارات تؤجج التوتر وتهدد الأمن الإقليمي.

رسائل سياسية تتجاوز العقوبات

ويرى مراقبون أن الخطوة الصينية تتجاوز كونها عقوبات اقتصادية أو إدارية، إذ تحمل رسائل سياسية مباشرة لواشنطن ولحلفائها، مفادها أن ملف تايوان غير قابل للمساومة أو الضغط، وأن أي تصعيد أمريكي سيقابله رد صيني محسوب لكنه حازم.

في المحصلة، تعكس هذه التطورات استمرار التوتر بين أكبر قوتين في العالم، وتؤكد أن قضية تايوان ستظل أحد أكثر الملفات تعقيدًا وحساسية في العلاقات الدولية، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار التصعيد إلى مزيد من الاحتكاك في منطقة تعد من أكثر بؤر العالم توترًا.