” الوزير ” يتفقد على رأس وفد وزاري مصانع شركة النصر لصناعة السيارات بحلوان

أكد كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل أن تشغيل المصنع المغلق أو المتعثر أيسر بكثير من إنشاء وتشغيل مصنع جديد يستغرق فترة طويلة في الإنشاءات ويحتاج إلى توظيف وتدريب عمالة جديدة.
جاء ذلك خلال الجولة التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، يرافقه محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام ومحمد جبران، وزير العمل والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، لمصانع شركة النصر لصناعة السيارات بحلوان، التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام.
شارك في الجولة الدكتورة ناهد يوسف رئيس هيئة التنمية الصناعية ، ومحمد السعداوي العضو المنتدب للشركة القابضة للصناعات المعدنية، والدكتور خالد شديد العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات، وعدد من قيادات وزارتي الصناعة وقطاع الأعمال العام.
واستهل الوفد زيارته للشركة ، التي تأسست سنة 1960 وبدأت إنتاجها عام 1964 والمقامة على مساحة 900 ألف متر مربع وبها 9 مصانع تتراوح مساحاتها بين 18 و 40 ألف متر مربع ، بتفقد مصنع 4 للسيارات الملاكي لاستعراض بدء تجارب التشغيل الأولية، حيث تفقد التجهيزات النهائية التي شهد تطويرا شاملا خلال الفترة الأخيرة، وتوريد خطوط إنتاج جديدة للتجميع والدهانات والأفران، والإلبو وهو خط المعالجة لجسم السيارة والحماية من الصدأ ، والذي يعد من أكبر خطوط الدهان على مستوى الجمهورية ومصمم وفق أحدث المعايير العالمية.
والمصنع مقام على مساحة 44 ألف متر مربع، وتم الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية والميكانيكية والكهربائية وجميع منظومة التشغيل لتتوافق مع معايير السلامة والمعايير البيئية.
كما تفقد الوفد مصنع الأتوبيس والذي تم إعادة تشغيله نهاية العام الماضي، وينتج الأتوبيس السياحي “نصر سكاي” بطول 12 متر وفق أحدث المعايير العالمية، وكذلك الميني باص بطول 8 متر “نصر ستار” ويشمل خطوط الهياكل والتجميع والتجليد والتشطيب.
والمصنع مقام على مساحة 40 ألف متر مربع، حيث تمت إضافة بعض معدات التصنيع المتطورة مثل الليزر والبلازما وماكينات جسم الأتوبيس بالكامل ، وتبلغ نسبة المكون المحلي للأتوبيس السياحي 63% ، وهناك طرازات أخرى جار العمل عليها من الأتوبيسات الصديقة للبيئة والتي تعمل بالكهرباء أو الغاز الطبيعي “نصر جرين”، حيث تم التأكيد على ضرورة بذل مزيد من الجهود لتصنيع المكونات التي يتيسر إنتاجها محلياً مثل الجوانب المعدنية للأتوبيس.
ثم عقد الوفد ندوة تثقيفية ولقاءً موسعاً مع العاملين بالمصانع لتحفيزهم على بذل مزيد من الجهد للنهوض بالشركة.
وفي مستهل كلمته أعرب “الوزير” عن سعادته باجتماعه مع عمال شركة النصر للسيارات باعتباره قلعة عريقة من قلاع الصناعة المصرية ، لافتاً إلى أن الخطة العاجلة للنهوض بالصناعة التي صدق عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي ترتكز على 7 محاور ، أهمها فتح وتشغيل المصانع المغلقة والمتعثرة ، وذلك لهدفين أساسيين ، أولهما إعادة الصناعة لمسارها الصحيح وعودة عجلة الإنتاج وتوفير العملة الصعبة المستنزفة بسبب الاستيراد وكان من أهم الأمثلة على هذه المصانع شركة النصر للسيارات، وثانيهما والأهم هو مراعاة البعد الاجتماعي للعمال والمهندسين والحفاظ عليهم وعلى أسرهم وعلى ثروة مصر العقارية والصناعية.
أشار إلى أن توجيهات الرئيس السيسي جاءت بضرورة الحفاظ على ثروة مصر العقارية والصناعية ، مع العمل على إعادة تأهيل العمالة ، وبث روح النشاط والجدية والانضباط فيهم ، خاصة مع وجود الارادة السياسية القوية لتشغيل المصانع المتعثرة.
وأوضح “الوزير” أن العامل المصري بارع ونشيط وذكى ومحب لوطنه ، مشيراً إلى أن الدولة لا تتواني عن توفير البيئة المواتية والمحفزة للعاملين المخلصين لوطنهم ومصنعهم لاستعادة مكانة مصانع شركة النصر للسيارات ، سواء بجهود الشركة بمفردها أو بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي والعربي والأجنبي لتوفير التمويل أو المعرفة والتكنولوجيا، معرباً عن تطلعه إلى دخول مصانع الشركة طور الانتاج المتكامل والكلي في الزيارة القادمة للشركة.
ومن جانبه أكد محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام أن اسم “النصر” لم يكن يومًا مجرد علامة تجارية، بل ظل دائمًا عنوانًا لإرادة المصريين ورمزًا للقدرة على البناء والتحدي والانتصار على الصعاب.
أضاف أنه بفضل دعم الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبتفاني العاملين وإخلاصهم، نعيد إحياء هذا الكيان العريق بعد سنوات طويلة من التوقف.
وأشار شيمي إلى أن عجلة الإنتاج قد عادت للدوران بالفعل، حيث بدأت خطوط الشركة في إنتاج الأتوبيسات التي تحمل علامة “النصر” بفخر، مثل “نصر سكاي” والميني باص “نصر ستار”، بمكوّن محلي مرتفع، مع العمل على إنتاج أتوبيسات صديقة للبيئة تعمل بالغاز الطبيعي والكهرباء، وإضافة طرازات وأحجام مختلفة من المركبات لتلبية احتياجات السوق.
وأوضح شيمي أن هذا النجاح يتكامل مع جهود وزارة النقل من خلال التعاون المثمر في توريد الأتوبيسات الجديدة لشركاتها العاملة في مجالات النقل والسياحة، ليكون إنتاج “النصر” في خدمة المواطن المصري، كما لفت إلى التطوير الشامل الذي شهده مصنع سيارات الركوب “الملاكي”، حيث جُهّز بأحدث خطوط الإنتاج من التجميع والدهان والأفران والالبو، استعدادًا لمرحلة جديدة من التصنيع تليق بتاريخ الشركة وتواكب المعايير العالمية. وفي رسالة مباشرة إلى العاملين.
وقال شيمي: “إلى عُمّال النصر.. أنتم الأساس، أنتم قلب هذا الصرح وروحه النابضة، ولن يُبنى النجاح إلا بجهدكم، ولن يستمر إلا بإخلاصكم”.
وشدد على أن الوزارة تضع دائمًا أمام أعينها تحسين بيئة العمل، والالتزام بمعايير الجودة والسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة، وتوفير أدوات الحماية الكاملة والتدريب المستمر على إجراءات الوقاية، التي تأتي في المقام الأول، بما يعزز القدرة على العطاء والإبداع.
وفي ختام كلمته، شدد وزير قطاع الأعمال العام على أن اسم “النصر” ليس مجرد اسم لشركة، بل هو رسالة واضحة بأن المصريين قادرون على التحدي والبناء وصناعة مستقبل أفضل، وأن مصر قادرة دائمًا على الانتصار بسواعد أبنائها ، مؤكدا أن الوزارة ستظل داعمة لشركة النصر بكل قوة لاستعادة مكانتها كرمز للصناعة الوطنية وواجهة مشرفة لمصر في مجال السيارات.
ومن جانبه أشاد محمد جبران، وزير العمل بنجاح خطة إحياء الصناعة الوطنية وجهود الفريق كامل الوزير، وكافة الوزارات، والمؤسسات المعنية، في هذا التوسع الملحوظ في بناء المصانع وتطوير الصناعات الاستراتيجية، مثمنا عودة عجلات الإنتاج في شركة النصر للسيارات كونها قلعة صناعية كبيرة.
وقال جبران إن خطة إحياء وتطوير الصناعة ،توفر الآلاف من فرص العمل، وتساهم بشكل مباشر وغير مباشر في عملية التنمية، بما يتماشى مع توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي ، ورؤية مصر2030، مشيراً الي أن قانون العمل الجديدة رقم 14 لسنة 2025، الذي يدخل حيز التنفيذ مطلع شهر سبتمبر المقبل، هدية الدولة المصرية للعمال وأصحاب الأعمال أيضا، حيث جاء ليُراعي معايير العمل الدولية، ويحقق العدالة والتوزان بين طرفي العملية الإنتاجية، ويُشجع على الإستثمار، ويضع آليات عصرية للتعامل مع المهن المُستقبلية وأنماط العمل الجديدة ،ويتضمن تعديلات تهدف إلى ضبط سوق العمل، وتحسين بيئته، وتعزيز حقوق العمال.
وقال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف إن صناعة الحضارة فريضة إسلامية، وأننا في صرح عظيم تسلمناه من جيل سابق والأمل معقود على الجيل الحالي أن يطوره ويضيف إليه بما يحقق الوفاء بأمانة المسئولية، ويضيف أسباب القوة إلى الوطن، ويجعلنا نبراسًا للأجيال المقبلة، مشيرا إلى تطلعه للاحتفال بإنجازات هذا الصرح العظيم وإنتاجه الموسع في المستقبل القريب؛ ضاربًا المثل بنماذج تاريخيّة أخلصت وأبدعت فكتب الله لها سعادة عظيمة وذكرى خالدة.
وعلى هامش زيارة شركة النصر للسيارات، أجرى كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، ومحمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، زيارة تفقدية لشركة الحديد والصلب المصرية بحلوان “تحت التصفية” لبحث ودراسة الاستغلال الأمثل لأصول الشركة واستخدامها في الأغراض الصناعية، وبالشراكة مع القطاع الخاص، وذلك بحضور الدكتورة ناهد يوسف رئيس هيئة التنمية الصناعية وعدد من قيادات وزارتي الصناعة وقطاع الأعمال العام.
جديرٌ بالذكر أن شركة الحديد والصلب تأسست سنة 1954 وتم اتخاذ قرار بتصفيتها من قبل الجمعية العامة للشركة عام 2021.