تقارير

الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية نمتلك منظومة تأمين فنى لإجراء عَمرات الطائرات ومد عمرها

القاهرة –خاص-

أكد الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، أن خطط التطوير والتحديث الجارية لـ«نسور الجو» تستهدف تحقيق التفوق النوعى والكمى أو على الأقل القدرة على إحداث خسائر فى العدو تكون غير مقبولة لديه.
وأضاف قائد القوات الجوية، فى حواره بمناسبة عيد القوات الجوية الذى يوافق اليوم 14 أكتوبر من كل عام، أن تحديث القوات يأتى بما يتناسب مع طبيعة وحجم العدائيات والتهديدات التى تواجهها الدولة والمستجدات التى تطرأ عليها، وطبيعة وحجم المهام المستقبلية للقوات الجوية.
ولفت إلى مشاركة «نسور الجو» فى إجراء طلعات مهاجمة البؤر الإرهابية وإحباط الكثير من عمليات التسلل والتهريب عبر الحدود على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، مضيفاً: «ولا تزال القوات الجوية تقوم بتنفيذ مهامها فى القضاء على الإرهاب داخل وخارج حدود الوطن وعلى مدار الساعة» وإلى نص الحوار:
لماذا اختير «14 أكتوبر» عيداً للقوات الجوية؟
– بعد النجاحات المتتالية للقوات الجوية فى تنفيذ المهام المخططة خلال حرب أكتوبر المجيدة وهو ما أربك العدو وأفقده توازنه، جاء يوم 14 أكتوبر، حيث حاول العدو تحقيق أوهامه من خلال توجيه قوته الضاربة، صوب القواعد الجوية والمطارات بمنطقة الدلتا، ففوجئ بما لم يدر بخلده، عندما تصدت له نسور الجو المصرية، بمهارة واقتدار فى مواجهة مباشرة، بين ما تملكه قواتنا الجوية، من طائرات أقل تقدماً وكفاءة، مما يملكه العدو، وهنا تتجلى براعة الطيار المصرى، وإصراره على النصر الذى تحقق بفضل الله، فى معركة استمرت لأكثر من خمسين دقيقة، كأطول معركة جوية فى تاريخ الحروب الحديثة، اشتركت فيها أكثر من مائة وخمسين طائرة من الجانبين فقد فيها العدو ثمانى عشرة طائرة، ولم يكن أمام باقى طائراته، إلا أن تلقى بحمولتها فى البحر وتلوذ بالفرار، وسُميت هذه المعركة بمعركة المنصورة واتخذتها القوات الجوية عيداً سنوياً لها.
نستهدف من تطوير قدرات «نسور الجو» تحقيق «التفوق النوعى والكمى» أو إحداث خسائر فى العدو غير مقبولة لديه
تحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تطوير كافة الأفرع والأسلحة.. ما الأسس والاعتبارات التى يبنى عليها تطوير «نسور الجو»؟
– يعتبر تطوير القوات الجوية من الإجراءات التى تحتاج إلى تخطيط طويل المدى، لأنه يتأثر بمجموعة من العوامل والاعتبارات منها المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والعربى، وطبيعة وحجم العدائيات والتهديدات التى تواجهها الدولة والمستجدات التى تطرأ عليها، وطبيعة وحجم المهام المستقبلية للقوات الجوية، كما يؤثر الموقف الاقتصادى للدولة على تطوير القوات الجوية تأثيراً مباشراً وأخيراً الظروف السياسية التى تمر بها الدولة، سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى.
ما المطالب الأساسية التى يحققها تطوير القوات الجوية؟
تحقيق التفوق النوعى والكمى أو على الأقل القدرة على إحداث خسائر فى العدو غير مقبولة لديه، وتحقيق الفاعلية للقوات الجوية لتنفيذ كافة المهام المكلفة بها.
ما أبرز الأسلحة التى انضمت للخدمة حديثاً فى صفوف «نسور الجو»؟
– فى إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، لدورها الحيوى فى منظومة الدفاع المصرية، فقد تم دعم القوات الجوية بالعديد من الطرازات الحديثة، ومن مصادر متعددة وفق استراتيجية مصر فى تنويع مصادر السلاح، وفى هذا المجال حصلت مصر على الطائرات متعددة المهام سواء «الرافال» أو «ميج 29»، التى تُعد من أحدث طائرات الجيل الرابع، لما تملكه من نظم تسليح وإمكانيات فنية وقتالية عالية، كما تم تدعيم القوات الجوية بعدد كبير من الهليكوبتر المسلح الهجومية من طراز «كاموف»، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة المسلحة بدون طيار، وطائرات النقل من طراز «كاسا»، و«اليوشن 76»، بالإضافة لتدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية لتصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات متعددة المهام والنقل والإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم.
إنشاء «مدرسة معلمى الهليكوبتر».. وأعمال تأمين هندسى للمطارات والقواعد الجوية لتحصينها ضد أى هجمات محتملة
كيف يتم تأهيل الفرد المقاتل فى صفوف قواتنا الجوية وطلبة الكلية الجوية للتعامل مع المنظومات الحديثة المنضمة للخدمة؟
– التدريب هو العنصر الفعال فى تطوير خطط العمليات وفكر الاستخدام لتحقيق مهام القوات الجوية، وتطوير التدريب فى القوات الجوية يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية، التى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية، تستخدم الكلية الجوية أحدث الوسائل والمعامل ومحاكيات الطيران بهدف تطوير العملية التعليمية وتدريس أحدث المناهج فى العالم، ويتم ذلك فى جناح المعرفة داخل الكلية الذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية، فضلاً عن وجود محاكيات لأحدث طائرات التدريب فى العالم ومحاكيات الاقتراب الرادارى لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة، وأيضاً يتم إعداد الطالب نفسياً وبدنياً بواسطة متخصصين وبأحدث الأجهزة والمعدات لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة داخل الكلية، وبعد التخرج منها للعمل داخل التشكيلات.
كما قمنا بإنشاء مدرسة معلمى طيران هليكوبتر تتيح للضباط من مدرسى الطيران «قسم هليكوبتر» أن يكون معلم طيران مؤهلاً من خريجى مدرسة معلمى الطيران، كما حصلت الكلية على المركز الأول فى مسابقة جودة التعليم، وكذلك اعتماد الكلية مجال الجودة والحصول على 5 شهادات أيزو معتمدة فى كلٍّ من مجالات الجودة، ونظام البيئة، والسلامة والصحة المهنية، وفى سلامة الغذاء، وأنظمة إدارة جودة المنشآت التعليمية.
ماذا عن منظومة «التأمين الفنى» داخل قواتنا الجوية؟
– تمتلك القوات الجوية منظومة عمل فنية تضمن لها المحافظة على التأمين الفنى للطائرات والمعدات بالقوات الجوية، بحيث تعمل جهات التأمين الفنى بالقوات الجوية من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفنى والبحوث والتطورات الفنية وفق منظومة من الجودة الشاملة بتقديم الدعم الفنى المتكامل لجميع طرازات طائرات القوات الجوية من عَمرة الطائرات، ومد العمر الفنى، والإصلاح الرئيسى والمتوسط والتقنيات الموسعة، وتصنيع أجزاء ومعايرة أجهزة الاختبار مع التطوير المستمر لزيادة قدراتها القتالية وتزويدها بالأجهزة الملاحية والرادارية الحديثة لمضاهاة أحدث طائرات القتال، بالإضافة إلى الاشتراك مع باقى أجهزة القوات الجوية فى مراحل التدبير والتحديث والتطوير للمعدات الجوية وأنظمة التسليح مع تحقيق الاستعداد القتالى الدائم والمستمر بكفاءة عالية أثناء العمليات.
ماذا عن التأمين الهندسى؟
– تتمثل أعمال التأمين الهندسى للقوات الجوية فى تجهيز مسرح العمليات لضمان استمرار تدريب وعمل القوات الجوية فى السلم والحرب، ووقايتها أثناء تمركزها وانتشارها، ويتطلب ذلك الاحتفاظ بدرجة استعداد وكفاءة عالية لعناصر المهندسين العسكريين بالقواعد الجوية والمطارات لتكون قادرة على إحباط محاولات العدو التى تستهدف تعطيل أو تدمير القواعد الجوية والمطارات وتتمثل هذه الأعمال فى إنشاء ورفع كفاءة الممرات والدشم وهناجر الصيانة للطائرات والمعدات، بالإضافة إلى المنشآت الإدارية
تحديث القوات يجرى بما يتناسب مع طبيعة وحجم العدائيات والتهديدات التى تواجه الدولة والأمن القومى المصرى والعربى
تخوض قواتنا الجوية الكثير من التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة.. ما أوجه الاستفادة من تلك التدريبات؟
– ترتب على رفع القدرات القتالية وتسليح القوات الجوية بأحدث معدات القتال سعى الدول الشقيقة والصديقة إلى تنفيذ تدريبات مشتركة داخل أو خارج حدود الدولة وتم تنفيذ البعض منها فى توقيتات متزامنة، وشملت مدارس عسكرية متنوعة بصورة تؤكد قدرة القوات الجوية على تنفيذ أى تدريب بكل مهارة وكفاءة قتالية عالية ومنها التدريب المشترك مع الدول الشقيقة، «فيصل» مع الجانب السعودى، و«عين جالوت» مع الجانب الأردنى، و«اليرموك» مع الجانب الكويتى، «زايد» مع الجانب الإماراتى»، ودول صديقة مثل تدريب «النجم الساطع» مع الجانب الأمريكى والبريطانى والفرنسى والإيطالى، و«كليوباترا» مع الجانب الفرنسى، و«ميدوزا» مع الجانب اليونانى.
وفى إطار تلك التدريبات، تتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة، ما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات وتقوم القوات الجوية بتنفيذ مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى استفادة فى جميع التدريبات المختلفة، هذا بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه الجانب الآخر من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية، وكانت قواتنا الجوية دائماً محل تقدير الدول المشاركة وظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى المشاركة فى هذه التدريبات لنقل الخبرات المصرية إليها.
الفريق محمد عباس حلمى لـ«الوطن»: نشارك فى القضاء على الإرهاب داخل وخارج حدود الوطن على مدار الساعة
ماذا عن دور القوات الجوية فى «الحرب على الإرهاب»؟
– فى إطار حرص القيادة السياسية على استمرار الحرب على الإرهاب حتى يتم اقتلاع جذوره، وتأكيدها الدائم أن مواجهة الإرهاب بحسم وقوة باتت واجبة على المستويات كافة ومن خلال استراتيجية شاملة، ومن هذا المنطلق أصبحت الحرب على الإرهاب من المهام المستحدثة التى تم تكليف القوات الجوية بها بالاشتراك مع أفرع القوات المسلحة، حيث اشتملت على طلعات مهاجمة البؤر الإرهابية وإحباط الكثير من عمليات التسلل والتهريب عبر الحدود على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وقد ظهر هذا الدور جلياً خلال عملية «حق الشهيد» فى سيناء، ونظراً لتصاعد التهديدات المؤثرة على الأمن القومى المصرى، قامت القوات الجوية بتنفيذ عمليات خارج حدود الدولة عندما قامت بضرب معاقل داعش فى ليبيا والمشاركة فى التحالف العربى بعملية «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، ولا تزال القوات الجوية تقوم بتنفيذ مهامها فى القضاء على الإرهاب داخل وخارج حدود الوطن وعلى مدار الساعة.
نجدد العهد لشعب مصر الأبى بأن قواته الجوية مستعدة لبذل الغالى والنفيس وأننا على أهبة الاستعداد للذود عن مقدرات الوطن والحفاظ على مكتسباته لأبعد مدى
كيف واجهت القوات الجوية فيروس كورونا المستجد؟
– أصبح فيروس كورونا المستجد (كوفيد – ١٩) هو التهديد الأكبر الذى يواجه كافة الدول على مستوى العالم، وقد اتخذت القوات الجوية ضمن منظومة القوات المسلحة خطوات جادة منذ بداية ظهور فيروس (كورونا) للحد من انتشاره واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشاره بجميع وحدات القوات الجوية بالعديد من الإجراءات للحفاظ على الفرد المقاتل، ومن أبرز هذه الإجراءات بث الوعى لدى (الضباط – الطلبة – الدرجات الأخرى) بمدى خطورة التهاون فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية، توقيع الفحص الطبى لجميع مقاتلى القوات الجوية قبل الدخول إلى وحداتهم، وتوفير أماكن عزل مجهزة بجميع وحدات القوات الجوية، كما تم تجهيز المستشفيات بحيث تكون قادرة على تقديم الرعاية الطبية اللازمة للحالات التى يتم اكتشافها.
رجال القوات الجوية يسطرون فى التاريخ «بطولات لا تُنسى».. وأوصيهم باليقظة والإدراك لـ«مستجدات المرحلة».. وأن يكونوا جاهزين على مدار الساعة لتنفيذ أى مهام
أخيراً.. ما الرسالة التى توجهها لـ«نسور الجو» والشعب المصرى بمناسبة «عيد القوات الجوية»؟
– أشكر رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم على جهدهم وإخلاصهم فى تنفيذ المهام المكلفين بها، متمنياً لهم دوام التوفيق والاستمرار فى بذل الجهد والعطاء استكمالاً لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا من أجل الوطن بكل غالٍ ونفيس وسطروا فى التاريخ بطولات لا تُنسى، وأوصيهم بالاستمرار فى المحافظة على الكفاءة القتالية العالية للطائرات والمعدات واليقظة التامة والإدراك العالى لمستجدات المرحلة التى يمر بها بلدنا الحبيب مصر، وليكونوا جاهزين على مدار الساعة لتنفيذ المهام الموكلة إليهم من القيادة العامة للقوات المسلحة بكفاءة واحترافية وإصرار عالٍ، ونجدد العهد لشعب مصر الأبى وأبعث إليه بكل الفخر والاعتزاز والثقة بالله رسالة طمأنينة بأن القوات الجوية، من ضباط وضباط صف وجنود، مستعدون لبذل الغالى والنفيس، وعلى أهبة الاستعداد للذود عن مقدّرات مصرنا الحبيبة الغالية، والحفاظ على مكتسباتها، لأبعد مدى.
دراسات الحرب الجوية
استكمالاً لمنظومة التدريب والتأهيل، يأتى معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل معاهد الحرب الجوية فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات، وأيضاً مراكز إعداد الفنيين لتأهيل وإعداد كوادر فنية على مستوى عالٍ من الكفاءة للتعامل مع الطائرات والمعدات الحديثة، إلى جانب التأهيل التخصصى الذى يتم داخل التشكيلات للتدريب على فنون القتال الحديثة فى ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة التسليح المتطورة.